معنى التهديد بضرب سوريّة

ربّما كان إصرارسوريّة على خيار المقاومة والمساهمة الفاعلة في بناء مقاومة موجعة لإسرائيل- متمثّلة في ثبات حزب الله وصموده ضدّ محاولات توسيع التجربة الصهيونيّة إلى ما وراء حدود فلسطين – سببًا من أسباب الهجمة الوحشيّة على هذا الصرح العربي، بما في ذلك التهديد الأميركي والأوروبي الأخير بتوجيه ضربات عسكريّة ضدّ الجمهوريّة العربيّة السوريّة، الأمر الّذي يبدو وشيك الوقوع خلال الأيّام القادمة. يسكن شرح ربط التهديد الأميركي الأوروبي بمقاومة التجربة الصهيونيّة في نجاح الحركة الصهيونيّة في إقناع المجتمع الغربي ومؤسّساته بالارتباط العضوي بين أمن إسرائيل والمصاح الأميركيّة والأوروبيّة.

أما تبرير ضرب سوريّة باستخدام النظام الحاكم فيها للأسلحة الكيمياويّة ضد المدنيّين فهو مكشوف ولا يمكن أن تغيب دوافعه عن عقل أيّ متفحّص للأمور. لكن يبقى السؤال قائمًا: من المسؤول عن استخدام أسلحة كيمياويّة في الصراع الدائر في سوريّة؟  يمكن للمراقب الموضوعي أن يرى دليلاً مريبًا في تصريح إيران (الحليف الأكبر للنظام الحاكم في دمشق) أنّ استخدام الأسلحة الكيمياويّة “أمر مؤسف”، ويمكن للمراقب كذلك أن يتشكّك من تأخير الموافقة السوريّة على دخول الخبراء الدوليّين لفحص الموقع الذي تمّ فيه استخدام تلك الأسلحة.   ولكن، تبقى الحقيقة محجوبة عن الرأي العام، ولا نزال نجهل من هو المسؤول عن ارتكاب تلك الجريمة القبيحة.

وفي الصورة الأشمل، تبقى الأسئلة الكبيرة بلا إجابات.  لماذا (وكيف) تحوّلت المعارضة السوريّة الشريفة إلى المواجهة المسلّحة واعتماد السلاح وسيلة أساس لتغيير نظام الحكم؟  لماذا لم يستجب النظام الحاكم في دمشق لمطالب الشعب العربي السوري المشروعة في الحريّة والديمقراطيّة والعيش الكريم؟  لماذا ترك العرب (دولاً وشعوبًا وأنظمة حاكمة ومفكّرين وكتّاب وإعلاميّين … إلخ) هذا التيّار التكفيري المتأسلم يصل إلى ما وصل إليه من انتشار وقوّة وتغلغل في الشارع العربي؟  كيف طغى الفكر الديني الغيبي على الفكر القومي العربي العقلاني؟  أسئلة سوف تظلّ تؤرّق الضمير العربي لوقت طويل في انتظار صحوةٍ عربيّةٍ عارمة.

خير الكلام اليوم …. سلامٌ عليك يا دمشق!

منذر زمّو
القاهرة / مصر
29-08-2013

Hope is the stuff from which life is made!

About Alcanaanite

Monzer Zimmo, a Palestinian-Canadian living and working in Ottawa, Canada. Monzer is an advocate of resolving the Palestinian-Israeli conflict through the peaceful creation of a bi-national-democratic state on all the territory of historic Palestine, where Christians, Jews, Muslims, and others live together as equal citizens; be and feel safe, secure, and at home.
This entry was posted in Arab Awakening. Bookmark the permalink.

1 Response to معنى التهديد بضرب سوريّة

  1. Nicolas Sayegh says:

    ربنا مع سوريا إن شاء الله وسيحميها من هؤلاء المرتزقة المجرمين الذين يحاولون تحطيم أي قطر عربي يرفض الاعتراف بكيان الاحتلال الصهيوني.
    أبو مازن
    Nicolas A. Sayegh In God We Trust

Leave a reply to Nicolas Sayegh Cancel reply